المغاربة والقدس
صفحة 1 من اصل 1
المغاربة والقدس
المغاربة و القدس الشريف ((قديما)) يقول الدكتور عبد الهادي التازي: " ارتبط تاريخ المغاربة بالقدس و الخليل منذ الأيام الأولى الذي اعتنقوا ففيه الإسلام... و لهذا فقد شدتهم إليها نفس الأواصر التي شدتهم إلى كل من مكة و المدينة، و كان جل حجاجهم يمرون بفلسطين عند مقفلهم من الحج لينعموا برؤية مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم و يحققوا الأجر في الرحلة إلى ثالث الحرمين. عرج عليه العشرات بل مئات المغاربة الأعلام ممن كانوا نبراسا يهدى بهتدي الديار المغربية، فكانوا يعطرون بذكره المجالس، و كانوا يروون عن الأئمة الأعلام الذين صادفوهم هناك." ( القدس و الخليل في الرحلات المغربية / الصفحة 11) ثم ذكر عددا من ألائك الأعلام منهم القاضي أبو بكر بن العربي ( سنة 1092م) و الإمام أبو بكر الطرطوشي، و الشريف الإدريسي (1548 ـ 1154م) و أبو إسحاق إبراهيم المكناسي من رجال القرن السابع الهجري... و أبوا عبد الله محمد العبدري الحيحي ( سنة 688 هـ ـ 1290م) ثم ابن بطوطة الذي وصل القدس عام 725هـ ـ 1325م و الذي تحدث عن مؤسسة مغربية تعرف باسم وكيل المغاربة في القدس أو شيخهم، و كذا ابن خلدون784هـ) و أبي عبد الله مقري و حفيده أبي العباس الذي تحدث عن زيارته للقدس عام 1037هـ ـ 1620م) و عبد الله بن محمد العياشي سنة 1074هـ و الذي ذكر أنه أدى صلاة العصر بقبة الصخرة بعد أن أودع أغراضه بزاوية المغاربة ، ثم السفير ابن عثمان المكناسي (1202هـ ـ 17788م ). وقد أشار الرحالة الفارسي ناصر خسرو علي منذ القرن الخامس( 438 هـ ـ 1047م) إلى رواق المغاربة في القدس و إلى وجود الدنانير المغربية بالقدس و الخليل و إلى الحصير المغربي الذي كان يفوق الديباج حسنا حسب تعبيره. و قد سجل الحضور المغربي بكثافة في القدس و الخليل منذ التاريخ المبكر ، و كأنهم تنبهوا لما بهدد بيت المقدس من غزو و هذا ما يفسر وجود عدد كبير من العقارات في مدينة القدس و خارجها ملك المغاربة. و كانت لهم أوقاف عديدة تشمل أراضي شاسعة و عقارات داخل مدينة القدس، و كان لهم حي يسمى بحي المغاربة، و أصله وقف أوقفه ابن صلاح الدين الملك الأفضل نور الدين أبو الحسن (589 هـ )على المجاهدين و المرابطين المغاربة في القدس لحمايتها من الغزاة.غير أن هذا الحي أصبح أثرا بعد عين و هو الساحة التي يتباكى فيها اليهود اليوم و الذي لطخته الأيادي الصهيونية الغاصبة بعد نكبة 1967. و نجدة المغاربة للمسلمين في الشرق ضد الصليبيين معروفة، فقد طلب صلاح الدين مساعدة الأسطول المغربي لمنازلة " عكا " و" صور" و " طرابلس" المحتلة من طرف الصليبيين، فبعث يعقوب المنصور الموحدي " معونة مغربية تقدر بمائة و ثمانين أسطولا". و ذكر ابن جبير في رحلته أن المغاربة و الأندلسيين أبلوا البلاء الحسن و ساهموا مساهمة مشكورة مع السلطان نور الدين دفاعا عن المقدسات و تحرير المسجد الأقصى من قبضة الصليبيين. و كان ارتباط المغاربة بالقدس قويا من خلال الزيارة و الإقامة و المرابطة و الأوقاف و كتابة المصاحف و جعلها في خزانة المسجد الأقصى، و إرسال الهدايا
[center]
[center]
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى